-A +A
غازي عبداللطيف جمجوم
في معرض ردها على مقالتي المنشورة في هذه الصفحة بعنوان: «إلى متى يا وزارة الشؤون البلدية والقروية»، التي تساءلت فيها: إلى متى يستمر السماح لأمانات المدن الساحلية بإقامة مشاريع استثمارية كالمطاعم والمقاهي على حافة الماء تحجب رؤية البحر وتمنع الجمهور من الوصول إلى الشاطئ ، ذكرت الوزارة الضوابط التي يجب أن يتم بموجبها استثمار الأراضي الساحلية العائدة للأمانات. هذه الضوابط تنص على التالي: «1. أن يتم استثمار الأراضي الساحلية بعمق 400 متر من قبل الأمانات بما يحقق الهدف وذلك بأن تبقى الشواطئ مفتوحة للجميع (كافة سكان المدينة وزوارها) ويقتصر الاستثمار في مواقع معينة في عمق الـ 400 متر بحيث يصبح الشاطئ مفتوحا تماما للعامة وتتحدد مواقع للاستثمار وجلسات وممرات مشاة مفتوحة» . تكررت كلمة مفتوحة ست مرات عند ذكر الحدائق والجلسات وممرات المشاة المفتوحة وساحات ألعاب الأطفال المفتوحة ومسارح العروض المفتوحة. حتى بالنسبة لمشاريع الشاليهات المغلقة فقد نصت الضوابط أن تقع هذه المشاريع بعيدا جدا عن الكتلة العمرانية أي خارج النطاق العمراني للمدينة وخارج المناطق الترفيهية المعتمدة لها وأن لا يؤدي الموقع العام للمشروع إلى إغلاق الواجهة البحرية بحيث يكون الجزء قبل وبعد المشروع مفتوحا للعامة. (عكاظ 18/8/1433هـ).. هذا الكلام جميل وواضح، في اعتقادي، لنا جميعا في أهدافه ومعناه ولا يحتاج إلى ترجمة أو تفسير إلا لأمانة مدينة جدة التي تخالف صراحة أغلب ما جاء فيه وكأنه لا يعنيها ولم يأتِ من الوزارة التي تتبع لها، حتى أنها تفهمه وتطبقه بالطريقة التي تحلو لها.
أولا: تنص الضوابط على أن يكون الاستثمار في الأراضي الساحلية أي خارج البحر وليس داخله كما تفعل الأمانة حين تقوم بردم البحر والترخيص لبناء مشاريع في وسط الماء.
ثانيا : كيف يكون الهدف أن تبقى الشواطئ مفتوحة للجميع بينما لا تشكل الشواطئ المفتوحة إلا نسبة بسيطة من إجمالي ساحل جدة حيث يمكنك أن تسير بمحاذاة الشاطئ الشمالي لخليج أبحر ثم ما يلي ذلك شمالا من البحر المفتوح لمسافات طويلة تتعدى 50 كيلومترا أو أكثر وصولا إلى درة العروس فلا ترى إلا الأسوار المتصلة التي تحجب البحر الذي لا يمكنك الوصول إليه إلا بالدخول عبر إحدى الفلل أو الاستراحات أو مجمعات الشاليهات المتلاصقة، إلى درجة أنك قد لا تعرف أنك تسير بمحاذاة البحر. وليت الأمر اقتصر على ذلك بل إنه طال الشاطئ الجنوبي من الخليج الذي يعتبر من أقدم وأهم المناطق الترفيهية العامة لسكان جدة ثم امتد إلى مواقع أخرى كثيرة على البحر المفتوح جنوب الخليج.
ثالثا: كل ذلك لم يحدث منذ سنوات بعيدة ثم توقف بل إن الأمانة مستمرة حتى اليوم، وعلى ما يبدو غدا، في الترخيص لكثير من المشاريع الجديدة المتلاصقة على الشاطئ.
نتساءل: ما معنى «مواقع معينة» ؟، وما معنى «إغلاق الواجهة البحرية» ؟، وما معنى «أن يكون ما قبل وما بعد أي مشروع مفتوحا للعامة» ؟..
مطلوب من أمانة جدة أن تشرح لنا ما ذا تعني لها هذه المفردات لنعرف إذا ما كانت تتحدث لغتنا أم لغة أخرى خاصة بها، مثل ما أنها تعيش في عصر يختلف تماما عن ما تعيشه أمانات المدن التي تعرف قيمة ساحلها وكيفية المحافظة على جماله.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة